![]() ![]() |
تتربع قلعة "المهالبة" فوق واحدة من قمم الجبال السورية، على ارتفاع 750 متراً عن سطح البحر، وعلى بعد حوالي 40كم إلى الشرق من مدينة "اللاذقية"، تجاور بلدة "القرداحة" من الجهة الشمالية، وتقابل جبل "الأربعين".القلعة مبنية بهندسة معمارية متناهية الدقة والجمال، على طريقة الأقواس التي تحمل السقوف، أما الأبواب والمداخل فهي على شكل قناطر، وتتوسط السطوح فتحات مربعة لإيصال الضوء والمؤن، ويغلب على الأطلال الباقية للقلعة الطابع العربي وفيها الكثير من الآثار الأيوبية، ويتوضع نسيج القلعة المعماري فوق كتلة صخرية ضخمة، يتألف من اثني عشر برجاً أغلبها نصف دائري، أما أبراج الزوايا فهي دائرية تتوزع فيها فتحات لرمي السهام وأدراج وممرات لحركة الجند، مُقامة على سور منيع يحيط بمنشآتها من مستودعات وخزانات وأقبية ودهاليز، بني بعضها من عقود حجرية مقامة على دعائم مربعة من حجارة كبيرة، فيما السقف مبني من حجارة صغيرة، نلمح عليها نقوشاً كتابية وزخرفية تتشابه مع النقوش الفاطمية والأيوبية.
يبلغ طول القلعة الأعظمي 170 متراً، بنيت من حجارة كلسية بيضاء، تميز أبنيتها وتمنحها جمالاً خاصاً، ومن أبرز معالمها وأكثرها وضوحاً، سورها وأبراجها الموزعة على أضلاع بالتساوي؛ مما يؤمن حماية كاملة ويحصنها بشكل كبير، ويوجد فيها حمامات ومخازن مبنية على شكل قناطر، وفي بعضها ألواح حجرية كلسية، نُقشت عليها كتابات عربية لم تعد مقروءة جيداً بفعل الحت، وقد كانت أجزاء متناثرة في المكان ورُتبت بعد عمليات الترميم، وهنالك ألواح تشكل ساكفاً عريضاً لمدخل قاعة مطمورة في التربة، كحال جزء كبير من منشآت القلعة.
أطلق عليها الجغرافيون والمؤرخون العرب اسم حصن "بلاطنيس"، أما اسمها الحالي فليس واضحاً إلى أي فترة يعود، ولكن يقال إنها سميت بـ"المحالبة" بالحاء نسبة لقبائل المحالبة العربية التي سكنت بجوار القلعة، وقد بنيت القلعة أوائل القرن الحادي عشر الميلادي، وشيدها "بنو الأحمر"، ثم احتلها البيزنطيون عام 1031م، وأكملوا بناءها خلال ثمانين سنة، ثم سقطت بيد الأمير الصليبي "راوجر" عام 1118م، وأصبحت تابعة لقلعة "السون" التي عُرفت لاحقاً بقلعة "صلاح الدين" حرر القلعة "صلاح الدين الأيوبي" عام 1188م، ثم أصبحت تابعة لابنه "الأزهر الغازي" أمير "حلب"،فيما بعد انتقلت إلى يد أسرة "منكوس" عام 1260م، وانتقلت لاحقاً إلى يد المماليك، حيث قام بترميمها "الظاهر بيبرس" عام 1269م، وأضاف إليها العديد من الأبنية ذات الاستخدامات المختلفة، ثم أخذها "سنقر الأشقر"، وبعدها سقطت بيد السلطان "قلاوون" المملوكي عام 1285م خلال القرن الثالث عشر وحتى منتصف القرن الخامس عشر، وبعد ذلك هُجرت ولم يعد يسكنها أحد تُعد قلعة "المهالبة" واحدة من سلسلة القلاع المنتشرة على الساحل السوري، وكان لها دورها بين تلك القلاع في زمن ما ،تشهد القلعة أعمال ترميم أثرية موسمية، بهدف صيانة النسيج المعماري للقلعة وإظهاره.
963112270001
info@mots.gov.sy
SYRIA Tourism 2025 © جميع الحقوق محفوظة
Developed by E-Gate