963112270001

دير مار موسى الحبشي

هو دير سرياني قديم في سورية، يتبع جماعة دير مار موسى الحبشي الرهبانية بحسب طقس الكنيسة السريانية الكاثوليكية ويقع على مسافة 80 كم شمال دمشق و12كم شرق مدينة النبك، على سلسلة جبال القلمون السورية، يرتفع 1320م عن سطح البحر على هضبة صخرية شاهقة في جبل المدخن تحيط بها الأودية العميقة من ثلاث جهات مما يجعلها موقعاً حصيناً على السفوح الشرقية لجبال القلمون وبدايات البادية السورية .والمنطقة تتبع ادريا محافظة ريف دمشق .

يقع الدير بين الجبال له أهمية كبيرة أثريا وسياحيا ويعود للعصر البيزنطي والعصور اللاحقة أهم أبنية الدير الكنيسة حرمه كامل الهضبة المحيطة .  تنبع أهمية الموقع لأنه كان ديراً مهجوراً ومهملاً آيلاً للخراب. فتم ترميمه بشكل منهجي وأعيد إلى وظيفته الدينية، مما حافظ على الموقع والطبيعة المحيطة به وأصبح موقعاً دينياً وسياحياً هاماً. والجزء الأقدم من الدير برج مراقبة بني في أواخر العصر الروماني وبدايات العصر البيزنطي وحوالي منتصف القرن السادس الميلادي يبدو أنه سكن من قبل بعض الرهبان الذين حولوا الموقع إلى دير باسم دير مار موسى (النبي، أو الحبيس بمعنى الناسك) ومارسوا طقوس التنسك في المغاور المحيطة بالموقع، بعد ذلك تتوقف الأخبار عن الموقع حتى منتصف القرن الحادي عشر عندما بنيت الكنيسة التي وجدت على جدرانها كتابتين عربية وسريانية تؤرخ بناءها بالعام 450 هـ (1058 م), وفي أواخر القرن الخامس عشر بني الحصن الجنوبي الغربي إذ توجد كتابة عربية وسريانية أيضاً تؤرخ انتهاء بناء الحصن بعام 1497 م.

 وربما بنيت في هذه الفترة بقية منشآت الدير الذي أخذ اسم مار موسى الحبشي، ربما لإحياء ذكرى هذا القديس الذي تروي القصص الدينية قصة هجرته من بلاد الحبشة ومروره بدير مار يعقوب في قارة ومن ثم استقراره في هذا الدير حتى استشهد على يد الإمبراطور البيزنطي هرقل في القرن السابع الميلادي أثناء مروره في المنطقة وقتله لأصحاب العقيدة المخالفة لمجمع خلقيدونية.وفي صيف 1984 بدأت أعمال إحياء وترميم الدير بإشراف الأب باولو دالوليو، وبالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية والمعهد المركزي للترميم في روما.

 أقسام الدير:

يتألف الدير من الطابق الأرضي الذي يضم الكنيسة المؤلفة من 3 أجنحة تضم مجموعة كبيرة من الرسوم الجدارية (الفريسك) تمثل تصويرا دقيقا لبعض قصص الكتاب المقدس كما تضم مجموعة من الكتابات العربية القديمة والسريانية واليونانية وباحة أمامها تطل إلى الشرق، وبعض الغرف، إضافة إلى الطابق الأول الذي يضم أربع غرف، والطابق الثاني الذي يضم ثلاث غرف. وتحت الطابق الأرضي يوجد قبوان الأول في الجهة الجنوبية الشرقية يضم غرفتين، والثاني في الجهة الشمالية الشرقية ويضم ثلاثة مستويات فيها عدة غرف وفراغات.

كنيسة الدير والرسوم الجدارية: مخططها مربع طول ضلعه حوالي عشرة أمتار، تتألف من ثلاثة أروقة تمتد من الغرب إلى الشرق يقع باب الكنيسة في الرواق الجنوبي، ينتهي الرواق الأوسط في الشرق بمحراب سقفه نصف قبة، يفصله عن صحن الكنيسة حاجز من الحجر والخشب.

زينت جدران الكنيسة برسوم جدارية نفذت خلال ثلاث مراحل من القرن 11 حتى 13 ميلادي. .ربما بناه الرومان لمراقبة الطريق التي تسلكها القوافل بين دمشق وتدمر وقد تحول هذا البرج إلى دير حين أتى الرهبان في القرن السادس الميلادي وسكنوا المغاور .واحد من الأديرة التاريخية المشهورة في العالم ، أقيم حوالي منتصف القرن السادس بمنطقة النبك ويرتفع عن سطح البحر 1320 م .في بداية القرن السادس عشر ( وفي بعض المصادر أواخر القرن الرابع عشر )صار الدير كرسياً أسقفياً مستقلاً كما أصبح محطة للحجاج القادمين من بلاد ما بين النهرين وشمال سوريا القاصدين القدس ، وفي عام 1556 جُدد بناؤه وظل مزدهراً حتى القرن الثامن عشر ، وفي القرن التاسع عشر بدأ الانهيار في بعض مبانيه وأخذت حالته تسوء في بدايات القرن العشرين حين شرع الرعيان باستعماله مأوى لمواشيهم  .     

الإيقونات الأثرية للسيدة العذراء ومارجريوس

الدير من الداخل في عام 1984 بدأ بتنظيم عمليات ترميم شاملة للدير والكنيسة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية ورعية النبك وشبيبة الثورة ، وكذلك إيطالية وبلاد أخرى وفي عام 1989 أرسلت وزارة الخارجية الإيطالية خبراء من معهد الترميم المركزي في روما لمساعدة على إنجاز هذا العمل الذي استمر حتى صيف عام 1991

يتميز هذا الدير بمقام القديس جاورجيوس ،كما يشتهر بإيقوناته البيزنطية التي ترقى إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر ، وكذلك برسوماته الجدارية " الفريسك " المنتشرة في كنيسته والمرسومة بثلاث طبقات لكل منها أسلوبه الخاص : الطبقة الأولى تعود إلى الأعوام 1058-1095 ، والطبقة الثانية من نهاية القرن الحادي عشر ، أما الطبقة الثالثة فترقى إلى بدايات القرن الثالث عشر .بلغ عدد السياح خلال الستة أشهر من شهر شباط ولغاية نهاية تموز بحدود 8000 سائح .


السياحة الدينية