أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى ... رأس السنة السورية (اكيتو)
أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى والاحتفال به ما زال مستمرا كدليل على قدوم الربيع والخصب. عرف السوريون منذ القديم التقويم فقسموا السنة إلى فصول ومارسوا طقوسا استقوها من أنشطتهم الزراعية وارتباطهم بالطبيعة وأرضهم فكانت أعراس البابليين ومن بعدهم الآشوريين تبدأ برأس السنة التي تبدأ عندهم في الأول من نيسان وتستمر 12 يوماً وهي في جوهرها مشاركة منهم للأرض في أفراحها وعودة الخصب إليها مجددا في دورة الحياة.
ويعتبر التقويم السوري القديم "اكيتو" الذي استخدمه الآشوريون والسريان الذي يصادف اليوم بداية السنة 6769 منه.
التقويم السوري يسبق التقويم الفرعوني "التوتية" بما يزيد على 500 عام ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الأمطار وبدء الخصب ونمو الزرع والثمار.
الاحتفال بهذا العيد يعود إلى السلالة البابلية الأولى أي إلى مطلع الألف الثالثة قبل الميلاد ويعد أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى مبينا أن كلمة "اكيتو" لغويا تشير إلى موعد بذر وحصاد الشعير وبالسومرية تعني "أكيتي سنونم" وهو عيد رأس السنة لدى الأكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين.
يبدأ الاحتفال في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً تخصص الأيام الأربعة الأولى منها لممارسة الطقوس الدينية أما الأيام المتبقية فكانت تتضمن بعض المظاهر الاجتماعية والسياسية إضافة إلى مواكب احتفالية كبيرة وإقامة ألعاب رياضية ورقصات وتبلغ ذروة الاحتفالات بين الأول والحادي عشر من الشهر وفي منتصف هذه المدة كانت تقام الأفراح وتعقد طقوس احتفالات عقد زواج جماعي.
"عيد اكيتو" هو مظهر لعبادة ذات طابع زراعي عند شعب مشرقي امتلك عمقاً روحيا فريداً تبوأ من خلاله مكاناً رائدا في التاريخ القديم وأسهم في إرساء الأسس الأولى للحضارة الإنسانية.
1-4-2019