وزارتي السياحة والثقافة تطلقان ورشة عمل (حلب .. المسؤولية والتحدي)

أطلقت وزارتي السياحة و الثقافة  ورشة حلب (حلب المسؤولية والتحدي) في فندق شهبا حلب حيث  تهدف إلى توحيد الرؤى بين كافة الجهات المعنية والمنظمات الدولية داخل وخارج سورية فيما يخص حلب القديمة وتقييم الأضرار بشكل علمي ومشترك وتحديد أولويات التدخل والرؤية المستقبلية لمدينة حلب القديمة وخلق بيئة مناسبة للعمل والنمو الاقتصادي وتأمين جهود إعادة الإعمار والبناء والدعم اللازم والمطلوب تقديمه من المنظمات الدولية .
وقال وزير السياحة المهندس بشر يازجي: عندما بدأنا التحضير لهذه الورشة كانت الحرب الممنهجة على سورية بشكل عام وعلى حلب بشكل خاص في أوجها فكان الإرهاب بالسلاح وإرهاب الفكر وإرهاب الإعلام.. وكنا رغم ذلك مؤمنين بالنصر وكنا موقنين أن المغول الجدد لن يتركوا حلب القديمة دون أن يحاولوا تدمير ما أمكنهم من أسواقها وخاناتها وأوابدها الأثرية  كنا نعلم أن المسؤولية كبيرة والتحدي سيكون أكبر.
وبين يازجي أننا عندما نقول اليوم وأمام هذا الدمار غير المسبوق بتاريخ البشرية بحق مدينة كاملة أمام مسؤولية.. فإننا أولا أمام مسؤولية أخلاقية قبل كل شيء والمسؤولية الأخلاقية تجاه التراث الإنساني والتاريخ تحتم علينا العمل بشكل علمي وموضوعي لإعداد كافة الدراسات ومن ثم الشروع بالبدء بالعمل لإعادة إعمار هذه المدينة مؤكداً أنه عندما نقول تحدي فإننا حكما ندرك حجم العمل الكبير والهائل الذي ينتظرنا أمام كل هذا الدمار الكبير والمحزن .
وأضاف وزير السياحة: إن العالم الذي تخلى عن حلب وهي تتعرض للتدمير الممنهج لا مناص أمامه اليوم أن يعود إلى رشده.. وقد فقد جميع الذرائع والمسوغات لوقوفه إلى جانب الإرهاب الأسود.. ولم نتخيل يوماً في سورية حجم الوقاحة التي تسلح بها "العالم" ليعمي عيونه عن الرايات السود التي كان يحملها الإرهابيون ويدمرون بها شعبا وتراثا منتم للحضارة الإنسانية ويمتد عمره لمئات وآلاف السنين .
وأوضح يازجي أن مسؤولية النهوض بحلب اليوم لا تقع على عاتق جهة وحدها.. فهي كما الحرب على سورية.. كل سوري أدى دوره من مكانه فكان على قدر هذه المسؤولية.. ليكون الشعب السوري وحده من وقف بوجه الإرهاب والظلام نيابة عن الإنسانية جمعاء.
ووجه يازجي الشكر إلى كل الجهات التي تحمل الهم الإنساني بالتوازي مع وزارة السياحة حيث قال هنا لا يسعنا إلا أن نشكر وبكل عرفان بالوقائع شركاء الدرب الذين يحملون الهم الإنساني معنا بالتوازي وعلى سوية عالية من الإحساس بالمسؤولية وفِي مقدمتهم اليونيسكو بكل ما تعنيه من خبرات واحترافية وإحساس بالانتماء للبشرية وتقدير لأهمية حلب وما تعرضت له من نكبات موجعة..:كما نشكر الأمانة السورية للتنمية.. الشريك الاستراتيجي في التخطيط والتنفيذ والهم والأرق.. أبناء سورية حاملو همها ونهضتها.. بكل العمل السابق والحالي والقادم. ونشكر مؤسسة الآغا خان الشريك الذي يملك تاريخه في حلب خاصة.. من قدم لحلب القديمة عملا سابقا لا زال باقيا محفورا فيها.
وأضاف وزير السياحة: اليوم كل فرد.. وليس كل سوري فقط .. بل كل منتم للإنسانية هو أمام اختبار لصدق انتمائه وحقيقة رغبته بأداء دوره.. والحديث هنا هو عن الأفراد والمؤسسات والحكومات والشعوب.. لأن حلب بنتاج حضارتها.. لم تكن سورية فقط.. بل كانت منتمية للبشرية والإنسانية واليوم تستنهض حلب كل الطاقات والإمكانات المتوافرة.. علميا وحرفيا وأكاديميا وماديا.. ليعلن المنتمون للإنسانية من حلب أننا لن نسمح للإرهاب والدمار أن يخفي شمس الحضارة .
وختم يازجي بالقول: اليوم نعمل من مكاننا وبتوجيه من سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد الحامل في قلبه وقوله وفعله مكانة استثنائية لحلب تنبع من إدراكه للدور التاريخي والمحوري لها في الحضارة والإنسانية كما في السياسة والميدان  مؤكداً إن هذه الورشة بالنسبة لنا لن تقتصر على عملنا اليوم بل سنعتبر هذا اليوم بداية لورشة مفتوحة من أجل حلب القديمة عملنا فيها لن يتوقف ولن يخبو حتى تعود الشهباء قبلة لكل منتم للحضارة من جديد وحتى تشرق شمسها على العالم أجمع اليوم.. هي دعوتنا مفتوحة نمد معها اليد للكل برسالة السلام. قدر السوري عبر العصور.
بدوره أوضح أمين اللجنة الوطنية السورية لليونسكو الدكتور نضال حسن أن هذه الورشة تشكل خطوة مكملة للجهود التي بدأت في بيروت مطلع الشهر الجاري خلال الإجتماع  التنسيقي التقني لمدينة حلب القديمة الذي نظمه مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية في بيروت والإجتماع الذي دعت إليه الأمانة السورية للتنمية في دمشق الأسبوع الماضي ، مضيفاً أن هذه الورشة فرصة ثمينة للقاء المعنيين والخبراء في شأن المدينة ودورها الحضاري والريادة في مختلف المراحل، كما أن اللقاء يحثنا على البحث عن وسائل وأدوات منسجمة لتقديم خطة محكمة والإنطلاق لتنفيذها بوصلتها تعافي حلب وخدمة المدينة القديمة ومحيطها مبينا أن اليونسكو منظمة دولية غير آنية ولا تنحصر مهامها أثناء الأزمات وحسب بل أساس عملها تنموي وإنساني وهي لا تفوت فرصة لتأكيد التزاماتها الجادة بالوقوف إلى جانب سورية وحلب بشكل خاص، والمنظمة مطمئنة إلى قدرات السوريين بإعادة بناء وترميم ما خربته المجموعات الإرهابية التكفيرية المسلحة من مواقع أثرية ومنشآت اقتصادية وتعليمية وبنى تحتية وفق المعايير الأساسية المتعلقة بهذا الأمر.
وتخلل افتتاح أعمال الورشة عرض فيلم وثاقي عن مدينة حلب القديمة وما لحق بها من دمار جراء الإرهاب كما افتتح معرض للصور الضوئية لأهم المعالم التاريخية والأثرية في مدينة حلب القديمة قبل و بعد التدمير الإرهابي الممنهج .
بعد ذلك بدأت جلسة العمل الأولى بعنوان تقييم الأضرار وتحديد أولويات التدخل قدم خلالها المعنيون في مديريات مدينة حلب القديمة والأوقاف والسياحة والشؤون الإجتماعية والعمل والثقافة أوراق عمل عن الدمار الذي لحق بحلب القديمة و الخطوات الجارية لتقييم الوضع الراهن وتحديد وتوثيق الأضرار ووضع خطط وبرامج إعادة الإعمار والبناء .
وتختتم الورشة أعمالها اليوم الخميس بجلستي عمل حول الرؤية المستقبلية لمدينة حلب ومتطلبات الإعداد لمرحلة الترميم وإعادة الإعمار والتأهيل ودور كافة الجهات المعنية وبرنامج عمل بين وزارة السياحة وجامعة حلب .
حضر الورشة أمين فرع حلب للحزب فاضل نجار والدكتور محمد نايف السلتي أمين فرع جامعة حلب للحزب محافظ حلب حسين دياب ورئيس جامعة حلب الدكتور مصطفى أفيوني وحشد من الفعاليات الرسمية والثقافية والسياحية والأهلية.

w_aleppo_02_11
w_aleppo_02_09
w_aleppo_02_10
w_aleppo_02_08
w_aleppo_02_07
w_aleppo_02_06
w_aleppo_02_05
w_aleppo_02_04
w_aleppo_02_02
w_aleppo_02_03
w_aleppo_02_01