من أبرز المعالم الأثرية في مدينة "السويداء"، وعلى الرغم من تهدمها وغياب معالم قسم كبير من آثارها، إلا أنها تبقى آية في السحر والجمال، تقع إلى الجنوب من مدينة "السويداء" وتبعد عنها 32 كم، على تل بركاني يزيد ارتفاعه عن سطح البحر 1400 متر
تتربع القلعة فوق قمة بركانية هرمية الشكل مرئية من كل الجهات تطل على ريف المدينة، تشرف من الغرب على أرض حوران وقلعة بصري الأثرية، ومن الجنوب والشرق تطل على مشارف البادية، ومن الشمال يمكن رصد أعلى تلال جبل العرب.
يرجع الكثير من المؤرخين بناء قلعة صلخد إلى أيام الحاكم الفاطمي المستنصر عام 446 هجري، ومن أهم الشخصيات التي تعاقبت على حكم القلعة. السلجوقي تتش 471 - 488 هجري وفي عام 479 - 522 هجري حكمها الأتابكة وكانت تحت سلطة القائد فخر الدين كمشتكين، ثم المماليك 541 هجري 1146 ميلادي وبعد ذلك ضمها حاكم دمشق معين الدين إلى ملكه ونقلها بعد فترة إلى إمرة قائد الدين بوظان.
وبعد انتصار صلاح الدين الأيوبي على الصليبين في معركة حطين الشهيرة سيطر صلاح الدين الأيوبي على صلخد عام 583 هجري - 1187 ميلادي، ثم حكمها زين الدين قراجا الصالحي الذي قام بالكثير من الإصلاحات في القلعة عام 601 هجري ومن بعده حكمها ناصر الدين يعقوب 604 هجري، وتظهر نقوش وكتابات تبين اسم عز الدين ايبك تعود لعام 611 - 614 هجري في مسجد القلعة. ودخلت صلخد وقلعة صلخد في حماية الظاهر بيبرس بعد انتصاره على المغول وكانت من الحصون الهامة لموقعها المميز فقام بتجديدها وإصلاح الكثير من مبانيها وقام بترميم مسجدها، وأوكل أمر الحصن بلبان الأفرم عام 668 هجري - 1270 ميلادي وبعد ذلك في عهد السلطان قلاوون أولى القلعة أهمية خاصة وعين عليها سيف الدين باسيتي.
يحيط بها سوران متتاليان، أحدهما لم يبق منه سوى جزء تظهر بقاياه في الجزء الجنوبي الشرقي من القلعة، والآخر يشكل الجسم الخارجي للقلعة، وقد صمم نصفه السفلي بشكل مثلث نحو الداخل بهدف حماية القلعة المشادة فوق كتلة صخرية بازلتية، أما نصفه العلوي فينتصب شاقولياً تخترقه كوى لرماة السهام على شكل مستطيلات شاقولية. غرزت حجارة هذا الجدار في طبقة الكتلة البازلتية باستخدام ملاط كلسي خاص ونحتت بدقة متناهية مما يشير إلى فترة ازدهار مهمة شهدتها المدينة ما بين 1214 - 1247م.
ومن أهم معالم القلعة:
- الخندق الذي يحيط بالهيكل الخارجي للبناء والذي بنيت جوانبه بالحجارة، ويزيد عرضه على عشرة أمتار وعمقه نحو ستة أمتار.
- الأبراج المربعة والدائرية التي وزعت بشكل تؤدي فيه عملية المراقبة بشكل دقيق من كل الاتجاهات.
- درج القلعة المكون من تسع درجات حجرية بمحاذاة جدار القلعة الخارجي.
- غرف ومستودعات القلعة وأقبيتها التي يربط فيما بينها عدد من الدهاليز والأنفاق والأبواب رسم على جانب كل باب مخطط محفور على شكل أسهم.
- مقبرة موجودة في أسفل القلعة.
ومن بين الرقم الأثرية التي عثر عليها في القلعة حجر كبير يتوسطه نقش ذكرت فيه كلمة سلخت أو صلخد، إضافة إلى رقم موثق إلى يمين مدخل القلعة ويحتوي على نص مؤطر ومؤرخ بعام 147 ميلادية.



