963112270001

المدرسة الحلوية

تقع المدرسة «الحلوية» تجاه الباب الغربي للجامع الأموي في حلب، وكانت تُعرف بـ «الكنيسة العظمى». وقد حوَّلها القاضي «أبو الحسن الخشاب» إلى مدرسة بعد أن قام الإفرنج بحسب ابن شداد في «الأعلاق الخطيرة» بنبش قبور المسلمين سنة 1124م، وجعلَها لتدريس مذهب أبي حنيفة. إنَّ من يدخل المدرسة الحلوية يجد على يمينه قاعدةً ضخمةً من الحجر الأسود، الذي هو جرن العمودية الأصلي للكنيسة، وعليه الصليب الغساني السرياني وقد نُقشت عليه صلبان وبعض العبارات السريانية، وقد تشوَّهت كتابتها بحيث يتعذَّر قراءتها. ويلي ذلك دَرَجٌ ضيِّق ينحدر بسرعة إلى باحة المدرسة التي تكاد تكون مربَّعة الشكل تحيط بها قاعات للدراسة كانت تستعمل قديماً لتعليم الفقه الحنفي، ويُعدّ كلٌّ من المدخل والدرج والباحة والقاعات من العهد العربي الإسلامي, والباحة تفضي في وسطها من جهة الغرب إلى مسجدٍ مربَّعِ الشكل تعلوه قبَّة. وتحيط به من جهة الجنوب والغرب والشمال قاعاتٌ إضافية أُلحقت به على نمط إيوانات البيوت القديمة. والقبَّة فيه حالياً هي من فن (النحت) العربي الإسلامي، لكنَّها تعطي انطباعاً عن قطر القبَّة البيزنطية المتعارف عليه، لأنَّ كلتا القبَّتين تنطلقان من الركائز الأربع الضخمة التي تحدُّ المسجد، وتعلوها القبَّة المستديرة. مع أنَّه كان في وسط مذبح الكنيسة ـ المدرسة الحلوية ـ كرسيٌ ارتفاعه أحدَ عشر ذراعاً من الرخام الملكي الأبيض، قيلَ إنَّ المسيح(ع) جلس عليه لما دخل حلب(!!!)، وقيلَ أيضاً إنَّ الحواريين دخلوا هذا الهيكل!. أمَّا القاعة الملحقة بالمسجد ـ المدرسة؛ فهي بشكل نصف دائرة تحدُّها ستَّة أعمدةٍ رخامية، تعلوها قبَّة نصفية، ويُلاحظ شَبَهٌ بين تيجان وأعمدة الكنيسة العظمى، وأعمدة كنيسة «مار سمعان العمودي».


السياحة الثقافية والتراثية