963112270001

متحف اللاذقية

ينتصب هذا البناء في مكان بارز من المدينة ليس ببعيد عن البحر. وهو يحتل القسم الجنوبي من عقار (3) تبلغ مساحته 11975 متراً مربعاً، ويحده من الشمال شارع عدنان المالكي ومن الغرب شارع الأندلس ومن الجنوب شارع القدس. ولما كانت الدار التي أقيمت فيما بعد على زاوية البناء الجنوبية  الغربية قد أصبحت في عهد الانتداب منزل المندوب الفرنسي اعتاد اللاذقيون أن يطلقوا على العقار بكامله، بما يتضمنه من أبنية مختلفة ومن حدائق اسم "المندوبية".

يبلغ طول البناء الأثري  60 متراً وعرضه 45 متراً مع العلم أن المساحة المبنية منه لا تتجاوز 2056 متراً مربعاً، إذ تتوسّطه ساحة داخلية طولها 28 متراً وعرضها 23 متراً. إن ما نراه اليوم من هذا البناء يشكل الطابق الأرضي ولا شك أن كان يحتوي في الأصل على طابق علوي. أما الطابق الأرضي فهو  عبارة عن عدد من الأروقة ومجموعة من القاعات الفسيحة يبدو أنها كانت مستودعات. إن معظم الجدران قد أزيلت غير أن المدماك الأول من بعضها لا يزال ظاهراً، لذلك بات من الصعب اليوم أن نعرف إذا كانت الأجنحة يشكل كل منها مستودعاً واحداً أو أكثر. فالبناء بوضعه الحالي يتألف بمعظمه من دعائم ضخمة ومربعة يتراوح ضلعها بين 140 و100 سم، تحمل سقوفاً معقودة وكلها مبنية بالحجر الرملي المستعمل حتى اليوم في اللاذقية.

أما العقود فتكون تارة متقاطعة أي على شكل قبو متصالب الروافد، وتارة زاوية الرأس، وتارة تجمع بين الطريقتين، وتبدو كل العقود من الساحة ومن الخارج على شكل أقواس زاوية الرأس. وكل هذه المنشآت موزعة على شكل مستطيل حول الساحة الداخلية

 

تاريخ المبنى :

الفترة العثمانية

- يعتقد أن البناء يعود إلى القرن الثامن عشر، والبناء عبارة عن طابقين الطابق الأرضي عبارة عن عدد من الأروقة ومجموعة من القاعات الفسيحة يبدو أنها كانت عبارة عن مستودعات حيث أن البناء كان يستعمل كخان لتخزين البضائع وكمقر لبعض التجار حيث تجمع فيه حاصلات التبغ لذلك دعي /خان الدخان/.

_ للبناء مدخلان الأول ينفتح من الواجهة الشمالية وكان مخصصاً لإدخال البضائع الآتية من المناطق الجبلية. كما أن السلم كان يسمح للتجار والموظفين أن يصعدوا إلى المكاتب الموجودة في الطابق العلوي، أما المدخل الثاني فنراه في القسم الجنوبي من الواجهة الغربية ومنه تخرج البضائع المهيأة للشحن إلى المرفأ ويوجد سلماً شبيهاً بسلم الواجهة الشمالية.

_بين عامي /1796-1803/م  تعرضت اللاذقية لعدة حوادث وكان الخان لا يزال مقراً لشركة تجار التبغ وكان (حنا كبه) من أهم تجار الشركة حيث اتخذ الخان مركز لإقامته ومقراً لأعماله إلى أن قتل فيه عام /1803/م.

_ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان البناء الأثري مع العقار الذي يقوم عليه ملك (الياس مرقص) قنصل روسيا في اللاذقية وبعد وفاته عام/1870/م باع ابنه (جرجس) العقار مع البناء إلى (ابراهيم نصري) وكان من كبار المزارعين والتجار حيث كان يؤجر البناء إلى إدارة حصر التبغ .

_/1904ـ1905/م قام ]إبراهيم نصري[ ببناء منزل في الزاوية الغربية الجنوبية من البناء القديم ليسكنه مع عائلته.

ـ/1910/م توفي (ابراهيم نصري) وغادرت عائلته المنزل الذي بقي غير مسكون حتى نشوب الحرب العالمية الأولى بينما بقيت إدارة حصر التبغ في القسم الذي تشغله.

ـوعندما بدأت الحرب العالمية الأولى غادرت عائلة (ابراهيم نصري) اللاذقية إلى قبرص فاغتنمت السلطة التركية غياب أصحاب الملك واستولت على البناء وجعلت منه منزلاً ومقراً للمتصرفين الأتراك الذين تعاقبوا على اللاذقية وطيلة الحرب العالمية الأولى بقيت إدارة حصر التبغ تسيّر أعمالها في البناء القديم .

فترة الانتداب الفرنسي

ـ في تشرين الثاني عام /1918/م دخلت الجيوش الفرنسية إلى اللاذقية واستولت على الدار، وفي عام ـ/1919/م عاد أصحاب الملك من قبرص عندئذٍ اشترت الحكومة الفرنسية الدار مع قسم من الأرض المجاورة، حيث كان البناء الأثري لا يزال مؤجراً لإدارة حصر التبغ أما الدار فكانت تحتل القسم الأرضي والعلوي من الزاوية الجنوبية الغربية للبناء القديم وأصبحت منزلاً للحاكم الفرنسي في اللاذقية. وكان هناك شارع يخترق هذه البقعة من الشمال حتى الزاوية الجنوبية الغربية منها فاصلاً البناء القديم ودار الحاكم عن قطعة ذات شكل مثلث لم تدخل ضمن عملية الشراء وكانت تحتوي على دار للسكن ومعصرة زيت ومقبرة .

في عام /1930/م قامت السلطة الفرنسية في سوريا بتصفية موضوع الدين العثماني العام وعندها حلت إدارة حصر التبغ وأخلت البناء. في عام/1932/م اشترت الحكومة الفرنسية من آل نصري البناء الذي تشغله إدارة الحصر مع البقعة ذات الشكل المثلث الواقعة غربي الشارع وألحقت كلها بدار الحاكم، عندئذٍ أزيل من البناء الأثري كل منشآت الطابق العلوي وجدران الطابق الأرضي ولم يبق منه إلا الدعائم والسقوف المعقودة ثم هدمت المعصرة ودار السكن وألغي الشارع وأزيلت المقبرة وحولت كل هذه المساحات إلى حديقة كبيرة تحيط بدار الحاكم وبالبناء القديم .

في عام /1936/م أصبح ممثل فرنسا في سوريا يحمل اسم/مندوب/ لذلك أطلق على المكان اسم /المندوبية/.

وفي عام /1938/م بني الجناح التابع لدار الحاكم في القسم الشمالي. في /5-تموز-1945/ غادر الكولونيل (بونو) وهو آخر مندوب فرنسي في اللاذقية دار المندوبية التي بقيت غير مأهولة حتى يومنا هذا .

فترة ما بعد الانتداب الفرنسي

عام 1978 ثم انتقلت ملكيته إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف التي بدأت أعمال الترميم الفعلية في البناء وتم افتتاحه كمتحف بتاريخ 19 أبريل/نيسان عام 1986. في الطابق السفلي من المبنى المذكور وكان الطابق العلوي مقراً لدائرة الآثار والمتاحف.

يتكون البناء من طابقين الطابق الأرضي كان يشكل البناء الأساسي للخان، مكون من خمس قاعات ذات عقود متصالبة لعرض القطع الأثرية:

القاعة الأولى: تضم آثار الشرق القديم (رأس شمرا – أوغاريت).

القاعة الثانية: وتضم آثار الشرق القديم (رأس ابن هاني – تل سوكاس).

القاعة الثالثة: الآثار الكلاسيكية الخاصة بمحافظة اللاذقية.

القاعة الرابعة: تضم الآثار الإسلامية.

القاعة الخامسة: وتضم الفن الحديث

أما الطابق الثاني يتألف من غرف وقاعات ذات سقوف خشبية مميزه وتصل مساحته إلى /600/م2.


السياحة الثقافية والتراثية