
يقع قصر سعادة في وسط مدينة اللاذقية في قلب شارع تجاري هام، محاط بالأبراج السكنية والمحال التجارية أما في السابق فقد كان ذلك القصر على أطراف المدينة، محاط بالبساتين التي تعود بملكيتها إلى مالك المنزل، بنى هذا القصر أحد أعيان المدينة (ميخائيل سعادة) وهو من كبار الإقطاعيين اللذين عاشوا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والذي زار العديد من البلدان وكان على إطلاع على عمارة الغرب وحضارتها. وقد بنى أيضاً العديد من المنازل في القرى التي يملكها. وقد كانت الغاية من بناء هذا القصر من أجل استخدامه كمقر لسكنه الشخصي بدليل العناية الفائقة بواجهات المبنى. وقسم آخر من هذا البناء (الطابق الأرضي) كان يستخدم بفترة سابقة لأغراض التخزين وكمأوى للعمال. أما اليوم فيستخدم قسم من المنزل كمحال تجارية (جزء من الطابق الأرضي المطل على الشارع) وقسم آخر كمقر لشركة تجارية (قسم الخدمات) وهناك قسم مخصص للسكن لكنه غير مستعمل حالياً على الرغم من أنه بحالة ممتازة.. تاريخ بناء القصر غير معلوم لدينا على وجه الدقة ولكن يرجح بأن يكون قد بني السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر وذلك من خلال بعض المعلومات المتوفرة عن مالك المبنى.
القصر مبني في بعض اجزاءه من الحجر الرملي ذو القطع الصغيرة والمقصوص والمشذّب بعناية وفي أجزاء أخرى من البيتون المسلح والقرميد وهو مؤلف من ثلاث طوابق: أرضي مبني من الحجر الرملي ومسقوف بقبوات متصالبة. أما الطابقين الأول والثاني فقد استخدم البيتون في بنائهما وسُقف الطابق الثاني بالقرميد.
للمنزل مدخلين رئيسيين، يتم الوصول إليهما عن طريق درجين يؤديان إلى شرفة محمولة على أقواس مدببة، المدخلين عبارة عن بابيين متجاورين ومتماثلين يؤدي الأول إلى رواق طويل على يساره باب يؤدي مباشرة إلى غرفة المكتب وفي نهاية الممر باب يؤدي بهو مستطيل تتوزع حوله بقية الغرف ويؤدي بدوره إلى قسم الخدمات. المدخل الثاني يؤدي مباشرة إلى الدرج الصاعد إلى الطابق الثاني، الذي يفضي بدوره إلى رواق ضيق كالموجود في الطابق الأول ومن ثم إلى المستطيل الذي تتوزع حوله بقية الغرف والذي يؤدي أيضاً إلى قسم الخدمات.



