من أقدم الموانئ الطبيعية التاريخية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، محفور بالصخر الطبيعي، وهو ميناء صغير يأخذ شكل مستدير يقع في منتصف شاطئ المدينة القديمة في جبلة ومحاط بها، وعلى الرغم من أنه أقدم الموانئ الطبيعية التاريخية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط إلا أنه مازال حتى الآن يتمتع بالكثير من المعالم الطبيعية والتاريخية الأثرية العائدة لفترات زمنية متعاقبة». حيث يتجاوز عمره "3500 عام وكان يعتبر الميناء الأساسي لمملكة "سيانو " والممالك المجاورة في حوض المتوسط.كما أنه استخدم في العصور الكلاسيكية والإسلامية.
يتألف الميناء الفينيقي من مدخل رئيسي وحوض داخلي مفتوح مباشر من جهة الغرب، فمن الجهة الشرقية تحتضنه البلدة القديمة والتي ما زالت معظم معالمها قائمة حتى الآن، ومن الجهة الجنوبية الشرقية وعلى بعد عشرات الأمتار يقع تل "المصيطبة" الأثري.
وتأتي أهمية الميناء من خلال ارتباطه المباشر مع موقع "المصيطبة" الذي يعود للألف الأول قبل الميلاد والقرون الميلادية الأولى وبعض الفترات الإسلامية، وتؤكد الكسر الفخارية التي جمعت من حوض الميناء على الدور الذي قام به في عمليات الاستيراد والتصدير مع دول حوض البحر المتوسط عبر العصور، والجهة الشمالية من المرفأ مجهز بمرتفع صخري كان فيه بقايا برج قديم وعلى الجرف بعض المغاور المنحوتة كانت تستعمل كمستودعات أو غرف خدمية للصيادين، و مازال الرصيف الشمالي محافظاً على شكله.
وتشير المصادر التاريخية على أن الرصيف الشمالي للميناء قد جرى ترميمه على أيدي الصليبيين عندما سيطروا على "جبلة" بالحملة التي قادها " ريموند دو سان جيل " عام "1098"، أما الرصيف الجنوبي فهو عبارة عن شبة جزيرة صغيرة كان مجهزاً ببعض التحصينات وعليه بعض الأعمدة من الغرانيت وآثار نحت بعض المستودعات، وقد أزيلت بعض آثار هذه التحصينات أثناء بناء أرصفة وحاجز أمواج الميناء الحديث ، وتم الكشف على بقايا حمولة سفينة قديمة تحمل قواعد مربعة كبيرة ومجموعة من الأعمدة مختلفة الأطوال والأقطار عند منتصف نهاية المدخل الرئيسي للميناء، وهذا يؤكد على استخدامه خلال العصور الكلاسيكية وفي الفترات الإسلامية وربما استخدم أيضاً قبل ذلك إذ عرف بالميناء الفينيقي.



