![]() ![]() |
من أشهر معالم دمشق وهو أقدم وأجمل وأكمل آبدة إسلامية مازالت محافظة على أصولها منذ عصر مُنْشِئها الوليد بن عبد الملك الذي كان خلال حكمه منصرفاً إلى الإعمار والإنشاء في البلاد الإسلامية، وكان بناء الجامع في عاصمة دولته دمشق من أكثر الأمور أهمية عنده، ولقد استعان في عمارته بالمعماريين والمزخرفين من أهل الشام. بُني المسجد في مطلع القرن الثامن للميلاد، حيث كان يوجد في هذا المكان معبد للإله حدد الآرامي (إله الرعد والمطر والخصب) في بداية الألف الأول قبل الميلاد، عندما كانت دمشق عاصمة لمملكة آرام، ثم تحول في العهد الروماني إلى معبد للإله جوبتير الذي أُنشئ في عهد تراجان مطلع القرن الثاني الميلادي بتصميم وإشراف المهندس المعماري أبولودور الدمشقي. وفي العهد البيزنطي شغل جزء من المعبد كنيسة يوحنا المعمدان، ولما دخل المسلمون إلى دمشق في العام 636 م بقيادة خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح، صار المسلمون والمسيحيون يدخلون الى هذا المكان من بوابة واحدة، حيث أقام المسلمون مسجداً لهم في القسم الشرقي من المعبد، بينما كانت الكنيسة موجودة في القسم الغربي منه، واستمر هذا الأمر على هذا الحال أكثر من 70 عاماً. ثم قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة 86هـ (الموافق ل 705م) بتحويل المكان بكامله إلى المسجد الجامع الكبير لعاصمة الأمويين، وكساه وزينه بالفسيفساء والمنمنمات والنقوش وهي أفضل ما زينت به المساجد في تاريخ الإسلام.
بنيت فيه أول مئذنة في الإسلام مئذنة العروس، وللمسجد ثلاث مآذن وأربعة أبواب وقبة كبيرة تسمى قبة النسر، وثلاث قباب في صحنه، وأربعة محاريب لكل المسلمين، ومشاهد أربعة: مشهد عثمان ومشهد أبو أبي بكر ومشهد الحسين ومشهد عمر، ولوحات جداريه ضخمة من الفسيفساء وقاعات ومتحف، ويحتوي في داخله ضريح (رأس) النبي يحيى علية عليه السلام، وبجواره يرقد البطل صلاح الدين الأيوبي، كما ويوجد بالقرب منه الكثير من مقامات وأضرحة رجال وبعض مشاهير الإسلام. وقد صلى في هذا المسجد أهم المشاهير في تاريخ الإسلام والفاتحين وعدد كبير من الصحابة والسلاطين والخلفاء والملوك والولاة وأكبر علماء المسلمين، كما أنه أول جامع يدخله أحد باباوات روما وذلك في العام 2001.
وللجامع أربعة أبواب، باب البريد من الغرب وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال وباب الزيادة من الجنوب،
أما حرم المسجد فهو مؤلف من 24 قنطرة متشابهة تمتد عرضانياً موازية للجدار القبلي، يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة الرئيسي وحتى المحراب، ويغطي هذا الجناح المتوسط سقف في وسطه تنهض قبة النسر المؤلفة من قبة نصف كروية من الخشب المصفّح، ومن قبة ثمانية تنفتح فيها 16نافذة، وترتفع القبة عن أرض الجامع 45م45 متراً، وهي بقطر 16متراً.
وفي حرم الجامع أربعة محاريب، وهذه المحاريب مخصصة للمذاهب الأربعة، المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي وفي أعلى جدار القبلة، تنفتح على امتداده نوافذ ذات زجاج ملون عددها 44 نافذة مع ست نوافذ في الوسط. ويقوم إلى جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع. إن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات فنية، صنعها المبدعون الدمشقيون الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية والإسلامية، ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام، ومازالت أقسام كثيرة من الفسيفساء الأموي قائمة في الحرم من جهة الشمال إضافة إلى التزيينات الكثيرة. وكانت الأروقة وعضاداتها وقناطرها مكسوة كلها بالفسيفساء الزجاجي الملون، وفي ركن الزاوية الشمالية القريبة من الجامع أقيم متحف الجامع الأموي عام 1989 ويضم نفائس الجامع القديمة وبعض الأحجار والسجاد واللوحات الخطية الجميلة، مع مصابيح إنارة، وقطع فسيفسائية وخزفية وزجاجية، ونقود إسلامية، وساعات، وصفحات من المصاحف المخطوطة القديمة، والكثير من الآثار المهمة في تاريخ الجامع العريق.
963112270001
info@mots.gov.sy
SYRIA Tourism 2025 © جميع الحقوق محفوظة
Developed by E-Gate